إبليس عليها جالس
تطوان:
مصطفى منيغ
بعد طول سنين
يقف حيالي إبليس ، فأضبطه بمعاداتي مُتلبِّس ، في البداية لم أكترث بما أضاء به
ليلي الدامس ، وعود خلف أخرى من لدنه طرحت في طريقي بعض الوساوس ، لكنها ضعيفة
كانت لدرجة تخيلته بها شخصا بما في ضميره البعيد
عن الخير في أذني هامس ، لم يصل لملء نومي كما خَطَّط بأبسط الكوابيس ، فقد كنت
مندفعا عن نية سليمة لكل نتاج فكري فأجده ظاهريا ذاك المتحمِّس ، وإن كان جوهريا حينما
أطبقه بمعيته على أرض الواقع كنشاط سياسي مشروع معاكس ،إبليس بكل المقاييس ، ما
اهتمَّ بالسياسة ومركزه بين بعض السياسيين أكثر من اهتمامه بالدرهم كأنه حقاً
البئيس ، الخائف من الغد حالما يُكْتَشف أمره فينزوي كما كان بدايةً بلا رفيق ولا
صديق ولا حتى من البشر العاقل يتخذه أنيس ، يحتاط من المواجهة المباشرة مفضلا
الاكتفاء بما تفسح له الكواليس ، ليختفي بما شاع عنه وما أكثرها من أشياء كرَّرها أثناء مواسيم الانتخابات حيث
يبدو مجسدا صحبة حسنوات الظروف المصطنعة السياسي المتغلب على ما ينخر فؤاده من
الهواجس ، حتى يُبعدَ نفسه عن صنيع الجواسيس ، المبثوثين مثله في الساحة السياسية الوطنية ضد المناضلين الحقيقيين
المحبين وطنهم العاملين على التمسك بالوحدة الترابية لبلدهم المشاركين قولا وفعلا
في التأسيس ، لكل جميل جليل يرسخ أكثر وأزيد العدل والإنصاف والسلام بكل الصفات
النقية الحسنة التي زرعها الباري جلَّ وعلا في مخلوقاته الشريفة من عموم الإنس .
... مرة أراد
وبإلحاح أن أصطحبه إلى المملكة العربية السعودية تحت غطاء أداء العمرة موضحاً لي
أنها رحلة تتم بالمجان ، فأجبته أن يصطحبني إلى اليمن ، ليُدرك بالواضح وليس
المرموز كم يتحمل ألأشقاء هناك من شدائد المحن
، فأدار وجهه صوب سفارة عساه يقتلع من مسؤوليها صفة الغضب عليَّ كأنني من
دولة لا تحترم اختيارات إنسان ، ينحاز بكرامة وعزة نفس حيث الحق كان ، وهكذا
وبأخريات محيا إبليس ظهر بالحجة والبان ، كم من زمَّارة نفخ فيها بأبشع الألحان ،
وكم من بندير ضربه بسرعة متناهية كأنه جان ،يبحث بين المحاكم من ينقذه كأن بارحة
السنين الخوالي هي حاضر الآن ، حيث القضاة منزهين عن العبث أصحاب الضمائر الحية
مفخرة المغرب في هذا الزمان ، فليبحث كأطفال تاهوا عن المكان حينما لعب بعقلهم ما
شربوه من دخان ، مشبع بمخدر التيهان ، يحسب متعاطيه أنه عنترة بن شداد العَبْسِيّ
تائه بين الفلوات ليصطدم بحقيقة مبيته في زنزانة بتهمة عرقلة المرور في منظر تقشعر
منه الأبدان .
... ويظل
إبليس عليها جالس، على ماذا يا ترى ؟؟؟ ، ذاك ما سنراه في تتمة الموضوع ليتيقن
سياسي معين أن الذهب الصافي شبيه بأخلاقيات الأحرار والحرائر الحميدة من عموم
الناس، والنحاس المكتسب بالغش والتدليس ، بضاعة مرفوضة مصدرها زمرة من مناحيس .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير
العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
الكاتب العام الوطني لنقابة
الأمل المغربية
مدير نشر ورئيس تحرير جريد السياسي
العربي
البريد الإلكتروني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire